هذا الإنسان مخلوق من (روح) و (جسد)
 
الجسد روائه في (الأرض) , و  الروح  روائها في (السماء)  
غفل البعض عن ( رواء  الروح  )..  
فعاش حياته تائها .. منهكا
 
يتخبطه الظمأ فلا يكاد يفيق
 
(وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ )
 
 
كيف نروي ظمأ أرواحنا ؟
 
 
( إن أرواحنا في هذا الزمن صارت عطشى على الدوام .
 
وتالله لا يروي ظمأها شيء كــ( قطرات الإيمان) ..
 
.. و لذة الإيمان يا صديقي لا تتأتى سوى بالتعبد الصادق )
 
 
 
( رواء  الروح  ) التي أنهكها ( الظمأ )  
لا يكون إلا بالإيمان
 
و لذة الإيمان لا تأتي إلا بالتعبد
 
وليس أي تعبد 
 
بل الصااااادق
 
( فمن لم يكن صادقا فلا يتعن ) 
 
 
 
و لاشيء ( يربطنا بالسماء) مثل ( الصلاة)
 
 
في سرعة الحياة توقف فجأة أخي الكريم ,
 
و تابع قطرات الماء التي تتساقط من كفيك من أثر الوضوء ,
 
توقف كي ترحل بداخلك قليلا و تعترف بضعفك و احتياجك إلى خالقك .
 
لا تسمح للحياة السريعة أن تسرق منك لحظات التعبد و الطاعة
 
لا تسمح لها بأن تجعل من صلاتك روتينا 
 
تؤديه في وقت معين بلا روح أو وعي .)
 
 
 
 
روحك ترتوي بصلاتك .. بل وتحلق بها أيضا 
 
 
 
يقول (مشاري الخراز ) :
 
( إذا كنت ترى جسم الخاشع في الأرض 
 
فروحهُ تجول في عالم آخر !
 
أتدري أين تكون روحهُ ؟
 
روحهُ تحُوم حول العرش ..
 
عرش الرحمن 
 
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية .)
 
 
 
 
الحياة يا أحباب 
 
تعب و كدر 
 
وهذه (سنة كونية ثابتة )
 
إقرأ بقلبك
 
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ)
 
و يقول صلى الله عليه وسلم عن موت المؤمن – مصداق للآية - :
 
(العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله)
 
 
 
ولحاجتنا لمصدر يهون على هذه  الروح  تعب الحياة  
كانت الصلاة
 
(وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ )
 
قال بعض العلماء : (ذلك الصبر ينفذ لكن الصلاة لا تنفذ )
 
يالله 
 
أي نعمة هذه ؟!!
 
(بئر متدفق) للارتواء و الاسترخاء من العناء
 
ولا ينفذ أيضا!!
 
 
 
يقول الإمام الشاطبي في أبدع وصف للصلاة :
 
(إنها اللمسة الحانية للقلب المتعب المكدود ,
 
إنها زاد الطريق , و مدد  الروح  , وجلاء القلب  
إنها العبادة التي تفتح القلب , وتوثق الصلة و تيسر الأمر , وتشرق بالنور
 
وتفيض بالعزاء و السلوى و الراحة و الاطمئنان )
 
 
 
و يقول إبن القيم :
 
( في الصلاة راحة نفسية كبيرة , وطمأنينة روحيه)
 
 
 
بقي السؤال 
ماهي الصلاة التي تروي الروح؟
 
قد لا تتخيلون مدى عجزي عن تفصيل 
 
تلك الحالة العجيبة
 
التي يسميها القرآن بــ ( الخشوع )
 
(وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ) 
 
ذلك أنه أمر (وهبي ), لا ( كسبي )
 
لا يؤتيه الله إلا من استحق وصدق 
 
 
 
والطريقة التي أرها بداية لطرق ( باب الخشوع )
 
هي:
 
 
( إكثار صلاة التطوع ما أمكنك )
 
(فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ)
 
 
فإذا ما أطلت على ذلك وداومت 
 
وجدت ما يدعوك لحفظ بعض الآيات
 
والصلاة بها 
 
و لو أن تصلي ركعتك بآية واحدة 
 
قم .. فكبر .. و ردد
 
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) 
تكفيك آية كهذه تقرأها و ترددها .. وتتنفسها
 
 
ثم بعد ذلك تكون قد أحدثت 
 
ما تلجأ به إلى الله 
 
بأن يهبك الخشوع و يفيض عليك بالارتواء
 
 
دمتم بعفو ومغفرة 
 
 
 
 
منقول
Z*Z v,NNNx hgv,p