يعتقد السنغالي لامين دياك رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى أن نجمي العدو الجامايكي أوسين بولت والأمريكي تايسون جاي يمكنهما إعادة كتابة تاريخ سباقات العدو خلال بطولة العالم الثانية عشر لألعاب القوى والتي تستضيفها العاصمة الألمانية برلين من غدا السبت وحتى 23 أغسطس .
وفي مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) ، تحدث دياك عن توقعاته بشأن البطولة والأرقام القياسية العالمية المنتظر أن تشهدها البطولة وكذلك العداء الأسطوري جيسي أوينز ومكافحة المنشطات وأهمية هذه البطولة لمستقبل ألعاب القوى .
ولدى سؤاله عن مشاعره مع إقامة البطولة في برلين التي تمثل أحد معاقل ألعاب القوى ، قال دياك :
" أشعر بإثارة بالغة لأن هذه البطولة هي الأبرز في جدول بطولات ألعاب القوى وتقام كل عامين. وأشعر بسعادة طاغية لأننا سنكون في استاد برلين الساحر بكل دلالاته التاريخية لرياضتنا حيث يستطيع هذا الاستاد أن يبرهن للعالم على أن ألعاب القوى يمكنها جذب الإثارة من دورة الألعاب الأولمبية الماضية (بكين 2008) " .
وأضاف :
" لدينا رياضة رائعة وبطولة ستشهد حضور أكثر من ألفي رياضي ورياضية من 200 دولة إلى العاصمة الألمانية برلين. ولذلك فإنها أكثر من كونها حدث رياضي حيث تمثل تبادلا واحتفالا ثقافيا سيفيدنا جميعا " .
وعن توقعاته بشأن أبرز الأحداث التي سيشهدها مضمار السباق خلال هذه البطولة التي تقام فعالياتها على مدار تسعة أيام ، قال دياك :
" هناك عدد من السباقات ستكون رائعة بالتأكيد وأود أن أنصح المشجعين الألمان بالحضور إلى الاستاد إذا لم يكن أي منهم قد حصل على تذكرة الحضور بالفعل " .
وأضاف :
" جمال ألعاب القوى يكمن في أن بها شيء لكل شخص سواء كنت تحب العدو أو القفز أو الرمي. وبالطبع ، إذا حضرت على الاستاد ستكون واثقا تقريبا من مشاهدة أسطورة أولمبياد بكين وهو العداء الجامايكي أوسين بولت الذي سيشارك في سباقات العدو 100 و200 متر و4 × 100 متر تتابع ولذلك سيكون في دائرة المنافسة كل يوم تقريبا. ومن المؤكد أن المنافسة بينه وبين تايسون جاي ستعيد كتابة التاريخ لرياضتنا " .
وعما إذا كان بولت قادرا على تحمل الضغوط التي يفرزها النجاح وأن يظهر لمشجعيه "بكين الثانية" ، قال دياك :
" سنحت لي الفرصة لألتقي مع بولت في عدة مناسبات. وأهم شيء بالنسبة له أنه يحب رياضته. إنه يكون هادئا تماما عندما يخوض المنافسة. لأنه بمجرد الخروج من المضمار يتمتع بحياة المرح. ولذلك السبب ، أعتقد أنه لا يضع نفسه تحت ضغوط كبيرة ولا يعاني من التوتر " .
وأضاف :
" أثق للغاية في استعداد بولت لتقديم شيء رائع في برلين وأنه سيجد منافسة قوية من تايسون جاي وآخرين. أعتقد أن بعض التذاكر ما زالت موجودة لحضور السباق المقرر مساء يوم الأحد وأنصح المشجعون بالحضور ومشاهدة شيء خاص للغاية أمام أعينهم " .
أما عن توقعاته بشأن الأرقام القياسية العالمية التي ستتحطم في بطولة العالم ببرلين ، فقال دياك :
" الشيء الرائع بالنسبة لألعاب القوى أن هناك مفاجآت دائما. ولذلك أتمنى أن تكون إحدى هذه المفاجآت هي تحطيم رقم قياسي عالمي لا نتوقعه. وهناك بالطبع عدد من المسابقات والسباقات أصبح رقمها القياسي العالمي مهددا بالتحطيم في بطولة العالم ببرلين " .
وأضاف :
" أحد هذه الأرقام هو الرقم القياسي الخاص بمسابقة الوثب العالي للسيدات (09ر2 متر في عام 1987) وتشارك في هذه المسابقة اللاعبة الألمانية أريانه فريدريش التي يبلغ أفضل رقم سجلته في المسابقة 06ر2 متر. وتنافسها في هذه المسابقة بلانكا فلاسيتش. ولذلك فلنأمل أن يتحطم هذا الرقم القياسي بعد 22 عاما من تحقيقه " .
وأكد أنه يشعر بالسعادة لأن جميع العدائين المشاركين في سباق العدو 100 متر مثل بولت وتايسون جاي يتمتعون حاليا بمستو رائع. وقال :
" إذا كان الجو جيدا وملأنا الاستاد في 16 أغسطس الحالي بالمشجعين الألمان المتحفزين فإنني أتمنى أن نشاهد رقما قياسيا جديدا في سباق 100 متر. ما أعرفه أن جميع العدائين البارزين لديهم الدافع التام ويتمنون تحقيق شيء خاص " .
وتشهد البطولة عددا من السباقات التي تحيي ذكرى العداء جيسي أوينز الذي أحرز أربع ميداليات ذهبية في أولمبياد برلين عام 1936 على نفس الاستاد الذي يستضيف فعاليات البطولة في الأيام المقبلة .
وعن قيمة أوينز بالنسبة لعالم ألعاب القوى وما إذا كان يعتقد أن أحدا من نجوم الجيل الحالي يمكنه الوصول لنفس مكانة أوينز ، قال دياك إن أوينز بالفعل هو أبرز أسطورة في عالم ألعاب القوى حتى الآن. وأوضح :
" أشعر بسعادة بالغة لأن الاتحاد الدولي لألعاب القوى شجع إجراءات الاتحاد الأمريكي لألعاب القوى لتكريم جيسي بدعوة أقاربه ليس فقط لحضور هذه البطولة ولكن أيضا للقاء عائلة لوز لونج الذي كان أبرز منافسيه على ذهبية الوثب الطويل في أولمبياد 1936 " .
وأضاف :
" وافقت بكل سرور على اقتراح الاتحاد الدولي لألعاب القوى بأن يشارك أفراد العائلتين في تسليم ميداليات مسابقة الوثب الطويل في بطولة برلين " .
وعن قدرة أي لاعب من الجيل الحالي على نيل نفس المكانة التي يحظى بها جيسي ، قال دياك إن المهم أن يحاول لاعبو الجيل الحالي ليس لتحقيق نفس الإنجاز على المضمار وإنما خارجه أيضا .
وأضاف دياك :
" كنت محظوظا بأنني التقيت مع أوينز وقضيت معه بعض الوقت. لقد كان بلا شك لاعبا مدهشا وشخصا رائعا. ولذلك فإنني أتمنى أن يحاول شخص مثل أوسين بولت ، على سبيل المثال ، مضاهاة أوينز ليس فقط على المضمار وإنما أيضا بأن يصبح نموذجا خارجه. هذا هو السر " .
وعما إذا كانت العينات الإيجابية التي كشف عنها فحوص الكشف عن المنشطات التي أجريت على بعض لاعبي جامايكا ستلقي بظلالها على أوسين بولت ، قال دياك :
" ما زلنا في انتظار الملف الكامل لهذه القضية والقرار الذي اتخذه الاتحاد الجامايكي لألعاب القوى بشأن هذه الحالات. وأتوقع أن يكون ذلك في غضون أيام قليلة. أوسين خضع للاختبار في نفس التوقيت مع أسافا باول وآخرين. ولم تكشف الاختبارات عن أي نتائج غريبة. ولذلك فإنه إذا كان هناك أي شيء فهو أن هذه النتائج لا تلقي بظلالها على بولت وإنما العكس " .
وتابع :
" أعتقد أيضا أنه يجب علينا التحلي بالعقلانية وأن نتوقع ذلك. إذا أجرينا اختبارات مناسبة سنكتشف نتائج غريبة من آن لآخر. وهذا يوضح أن الاختبارات سليمة. في العام الماضي شكا البعض من عدم وجود وكالة لمكافحة المنشطات في جامايكا. والآن أصبح لدى جامايكا هذه الوكالة حيث تجري اختبارات الكشف عن المنشطات على رياضيي هذا البلد. وهذا أمر جيد " .
وعن الإجراءات التي ستطبق لضمان خلو البطولة المنتظرة في برلين من المنشطات ، قال دياك :
" هذه البطولة ستخضع لأكبر برنامج يطبقه الاتحاد الدولي لألعاب القوى لمكافحة المنشطات حيث تشهد البطولة إجراء 1130 اختبارا للكشف عن المنشطات (منها 670 اختبارا قبل البطولة و460 داخلها) " .
وأضاف :
" العينات ستفحص في معملين بألمانيا (في دريسدن وكولونيا) ولكن العينات ذات النتائج السلبية ستحفظ أيضا لحين الحاجة إليها. كما يعتزم الاتحاد الدولي لألعاب القوى إلى جانب ذلك تقديم أنشطة تعليمية بارزة من خلال برامج أخرى بخمس لغات وهو ما يشجع التفاعل المباشر مع اللاعبين لزيادة إدراك أهمية مكافحة المنشطات " .
وعن مدى خوفه من أن تشهد ألعاب القوى كابوسا مثل رياضة الدراجات التي أفسدتها المنشطات بشكل كبير للغاية ، قال دياك إن ألعاب القوى ستواصل مكافحتها الشرسة لهؤلاء الذين يريدون الخداع في هذه الرياضة. وأوضح :
" لن نتراجع عن الاستمرار في هذا التحدي الخاص بمكافحة المنشطات ، وما من أحد يستطيع دفع الاتحاد نحو التهاون في هذا المجال. نستثمر موارد بشرية ومالية هائلة في الخطط الدقيقة التي تركز على اختبارات الكشف عن المنشطات في البطولات وخارجها " .
وأضاف :
" العديد من الخطوات الأولى في مجال مكافحة المنشطات نبعت في البداية من ألعاب القوى. نكافح المنشطات منذ عقود عديدة وأعتقد أننا نبذل جهودنا بجدية. إذا وقعت أيدينا على اللاعبين المخادعين سنعاقبهم بالشكل المناسب وبغض النظر عن شهرتهم أو مدى نجاحهم " .
وعن توقعاته لبطولة العالم في برلين بشكل عام وللبعثة الألمانية المشاركة فيها على وجه الخصوص ، قال دياك :
" رغبتي الأساسية هي أن تضاهي البطولة في برلين ما شاهدناه العام الماضي في أولمبياد بكين. وبالنسبة للاعبي البعثة الألمانية ، أعتقد دائما أنهم سينالون الدافع من إقامة البطولة في بلدهم. وأعتقد أن نتائج الموسم الحالي تبرهن على أن لاعبي ألمانيا سيحققون نتائج جيدة في هذه البطولة " .
وأضاف :
" ذكرنا منهم أريانا وسيباستيان ولكن هناك لاعبين آخرين أيضا مثل كريستينا أوبيرجفول في رمي الرمح والتي تتصدر قائمة المتنافسات في هذه المسابقة لعام 2009 . وهناك أيضا بيتي هايدلر في رمي المطرقة وفرانكا ديتيتش في رمي القرص وسبق لهما الفوز بذهبية كل من السباقين في البطولة الماضية عام 2007 بمدينة أوساكا اليابانية. ألمانيا لديها فريق يمكنه الفوز بالميداليات وهو ما سيساهم في ملء مدرجات الاستاد " .
وكان دياك في الماضي أحد نجوم مسابقات الوثب الطويل ، ولدى سؤاله عن سيباستيان باير نجم الوثب الطويل والذي سجل 71ر8 متر داخل القاعات و49ر8 خارجها في البطولات المحلية ، قال دياك :
" الحقيقة أنني أضع مسابقات الوثب الطويل التي اعتدت ممارستها في مكانة خاصة. اعتقد أن سيباستيان لديه طاقة هائلة مثلما توضح نتائجه. ومن الناحية البدنية ، يتمتع سيباستيان بإمكانيات رائعة ولذلك ننتظر كيف سيتعامل مع ضغوط خوض البطولة في وطنه أمام آلاف من مواطنيه. ولنأمل أن ينال الحافز من هذه البطولة وأن يحقق رقما شخصيا أفضل " .
وعما إذا كانت قاعدة تجريد اللاعب من نتائجه في حالة وجود بداية خاطئة من أول محاولة خطوة صائبة نحو زيادة جاذبية ألعاب القوى وما إذا كانت لديه أفكار أخرى لتحديث الرياضة ، قال دياك :
" نعم ، إنني أساند تماما إلغاء قاعدة منح فرصة جديدة بعد البداية الخاطئة لأنني أعتقد أنها تمنح اللاعب الفرصة للتلاعب بالنظام من خلال ارتكاب الخطأ متعمدا وعدم نيل العقاب. أما القاعدة الجديدة فتجعل الأمر أكثر وضوحا وعدالة. بدون التحديث ، ستفقد الرياضة بريقها وجاذبيتها. يجب أن نفكر بشكل ثابت في إجراء تغييرات ، وعندما تكون هذه التغييرات للأفضل تصبح الرياضة أكثر جاذبية خاصة بالنسبة لجيل صغار السن. أعتقد أن التحدي الأساسي الذي نواجهه حاليا هو أن نجعل شكل المنافسة أكثر دقة وإحكاما وأن نقدم هذه الأشكال بطريقة أكثر مرحا " .
وعن رؤيته لمستقبل ألعاب القوى واستعدادات الاتحاد لهذا المستقبل ، قال دياك :
" القضية الرئيسية هي الانسجام وأن يشترك أعضاء أسرة الاتحاد في رؤية واحدة لضمان حفاظ ألعاب القوى على مكانتها في مقدمة الألعاب الأولمبية. سيحتفل الاتحاد في عام 2012 بمرور مئة عام على تأسيسه ولذلك وضعت في عام 2003 ما يسمى ب(خطة ألعاب القوى العالمية) وإذا تطرقت لأهدافنا الرئيسية فإنها تطوير إغراءات رياضتنا لجذب صغار السن وضمان أن تكون ألعاب القوى هي الرياضة الأولى في المنازل وتحقيق أهداف (خطة ألعاب القوى العالمية) في الموعد المناسب قبل الاحتفال بمئةوية الاتحاد في 2012 وتأمين مستقبل الرياضة للجيل القادم ومواصلة العمل في مجال مكافحة المنشطات " .
وأضاف :
" أن من بين الأهداف أيضا "الحاجة لتدعيم التأمين المالي في أوقات التحديات وبناء أكثر من شراكة تجارية جديدة في أماكن مثل أوروبا والولايات المتحدة وكذلك في الأسواق التي ظهرت مؤخرا مثل البرازيل وروسيا والهند والصين وكوريا وغيرها من الأهداف " .
وعن مدى النجاح التسويقي للاتحاد في بطولة العالم ببرلين ، قال دياك :
" الشيء الواضح هو أن بطولة العالم ببرلين ستوفر مؤشرا رئيسيا عن ازدهار ألعاب القوى ولذلك فإنها بطولة مهمة للغاية بالنسبة لنا. الأسبوعان المقبلان سيكونا في غاية الأهمية لمستقبلنا وأشعر باللهفة انتظارا لانطلاق فعاليات البطولة " .
http://kooora.com/default.aspx?showarticle=54111
]dh; : f,gj dsj'du Yuh]m ;jhfm jhvdo Hguhf hgr,n td f',gm hguhgl ffvgdk
|[ آعلآنآت المنتدىآ ]| 
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري