ورغم فوز وحيد لنسور قرطاج وخسارة المنتخبات الثلاث الأخري المغرب والسودان وليبيا في الجولة الاولي من الدور التمهيدي للمجموعات ، لا تزال أبواب الأمل مشرعة أمام الجميع في كأس الامم الافريقية رقم 28 المقامة بغينيا الاستوائية والجابون.
.. فرصة تونس في المرور إلى دور الثمانية أفضل من الثلاثي الآخر الذي يتطلب مروره بعض الشروط القاسية .. وهذه إطلالة على ملامح الأداء العربي في الجولة الاولى:
**المنتخب الليبي لم يظهر في مستوى طموح جماهيره ، وإن كان قريباً من التعادل حتى قبل ثلاث دقائق من النهاية حين خطف بالبوا هدف الترجيح والفوز الأول لمنتخب غينيا الاستوائية في تاريخه وتاريخ البطولة لينل مع زملاءه مبلغ مليون دولار مقابل الفوز بالمباراة ، ولا نعلم ما هو المبلغ المرصود لهم لو تأهلوا لدور الثمانية او للمربع الذهبي أو لو فازوا باللقب ؟.. ربما تكون المكافأة مليون دولار لكل لاعب!!
المنتخب الليبي لعب بإستراتيجية دفاعية متحفظة وربما يكون هناك أعذار نلتمسها لمنتخب الثورة الليبية الذي يعتبر تأهله للنهائيات الافريقية إنجازاً في حد ذاته بالمقارنة مع فشل منتخبات أقوي وأعرق مثل مصر والكاميرون ونيجيريا في تحقيق ذلك الإنجاز ، ولكن رغم ضعف استعدادات المنتخب الليبي ، فإن الامل كان معقوداً على الفريق، في إستغلال الفرص التي أتيحت خاصة لأحمد سعد وربيع اللافي وعبد الله الشريف ، لإنتزاع الفوز أو نقطة على الأقل ، وقد كان ذلك متاحاً رغم تعدد فرص المنتخب المضيف .
مهمة المنتخب الليبي ستكون أصعب بلا شك في مباراتيه القادمتين امام زامبيا - الاربعاء - ثم أمام السنغال - الاحد المقبل -، وكلاهما أقوى وأمهر وأكثر خبرة من منتخب غينينا الاستوائية ، ولكن ذكريات المنتخب الليبي مع زامبيا في التصفيات التي شهدت حصوله على أربع نقاط من مباراتين بفوز وتعادل ، تعطيه الامل الكبير خاصة ان المنتخب الزامبي أعطي المنتخب السنغالي درسا كرويا في مباراتهما الاولي في المجموعة وفاز عليه 2/1.. وربما يتواصل التفوق الليبي على زامبيا ويحقق الفريق فوزا يعيد إليه الامل بدلا من قطع تذكرة الإياب مبكرا .
** أما المنتخب السوداني العائد للظهور الافريقي بعد مرحلة غياب متقطع ، فقد خسر ولكنه استحق التهنئة على المستوى والصمود أمام أفيال كوت ديفوار ، وقد بالغ صقور الجديان في احترام منافسهم والتراجع للدفاع أمامه معظم الشوط الاول، ولما ولج هدف دروجبا في مرماهم، تخلوا عن الاستراتيجية الدفاعية وهددوا مرمى الافيال مراراً ، وعلى مدى الوقت المتبقي من المباراة فرضوا وجودهم واحترامهم على المنتخب الكبير ولاحت لهم فرص قريبة جداً خاصة مدثر الطيب وأحمد الباشا، لكنها ضاعت، لتضيع معها أحلام التعادل ، ولكن الخسارة مع ذلك، منحت صقور الجديان، ثقة في النفس وأملاً في إمكانية التعويض سواء أمام أنجولا يوم الخميس أو بوركينا فاسو يوم الاثنين المقبل، وتبقى معادلة النجاح الممكن للسودانيين في حالة إذا ما لعبوا بنفس طريقة مواجهتهم مع الايفواريين بعد هدف دروجبا !
** وعن القمة المغاربية بين تونس والمغرب والتي انتهت بفوز تونس 2/1 ، فحدث ولا حرج .. فقد كانت فعلا قمة كروية حافلة بالإثارة والمستوى الفني المميز ، ولعبها منتخب أسود الأطلس - وليس الاطلسي كما يقع في هذا الخطأ بعض الزملاء المعلقين - بإندفاع هجومي شابه عدم التركيز والدقة في استغلال الفرص ، وخاصة من نجم أرسنال مروان الشماخ والبديلين عادل تاعرابت ويوسف حاجي، في مواجهة أداء تكتيكي حذر من نسور قرطاج الذين تميزوا بعمق وصلابة دفاعهم وسرعة هجماتهم المرتدة، التي هددوا من خلالها المرمى المغربي مراراً رغم سيطرة المغاربة وتفوقهم الميداني استحواذاً وهجوماً، ولو كان التوفيق محالفاً لمهاجميهم او مبتعداً عن الحارس التونسي المتألق أيمن المثلوثي ، لكان يمكن أن يكون هناك نتيجة أخرى للقاء ، وفي الوقت نفسه لاحت لمهاجمي تونس فرص عديدة ومنها جاء الهدفين الاول من كرة ثابتة ركلة حرة مباشرة رفعها خالد القربي ولمست صابر خليفة دون أن يحرك ساكنا وولجت المرمى ، والهدف الثاني كان رائعا من جهد فردي للمهاجم يوسف المساكني الذي راوغ أكثر من لاعب وسدد داخل المرمى ، كما أنقذ نادر المياجري حارس المغرب أكثر من هدف محقق.. ولم يكن هدف الكابتن حسين خرجة كافيا لإنقاذ فرصة الاسود لإنتزاع نقطة لإنه جاء في وقت متأخر جدا .
وبعيدا عن النتيجة وأفراح نسور قرطاج المستحقة ، وأحزان أسود الاطلس التي نشاطرهم إياها ، فالمباراة أثبتت أن كلا الفريقين يمكنه ان يذهب بعيدا وان يكون مرشحا حقيقياً للمنافسة على اللقب ، وأعتقد أن ذلك سيؤكده لقاء المنتخبين في الجولتين القادمة تونس امام النيجر ، والمغرب امام الجابون، ثم العكس في الجولة الثالثة ، فإذا حقق الفريقان الفوز ، وهو أمر متوقع ، فسوف يشقان طريقهما بقوة نحو دور الثمانية ، تونس امامها أكثر من فرصة ، والمغرب لن يفيدها إلا الفوز والافضل الفوز في المباراتين لتضمن التأهل ولتنسى أحزان الدربي المغاربي .
القمة المغاربية أثبتت أن نسور قرطاج وأسود الاطلس يستحقان مواصلة المشوار
المنتخب الليبي كان يستحق التعادل لولا عدم التركيز في اللحظات الاخيرة
السودانيون أدوا مباراة متكافئة أمام الافيال
المصدر http://www.kooora.com/?c=5870&cm=n|458|152132