ليس هناك اختلاف على أن كرة القدم ستظل رياضة يجب الاستمتاع بها و لا مجال للوقوع في الخطأ الإنساني بالمساس بكرامة الآخرين أو استفزازهم بشتى الأشكال، فالبعض أصبح يستهويه "تحدي الملل" و إثارة غضب الناس سواءً بتصرفاته أو بكلامه "السيء" الذي لا يجلب سوى المشاكل.
ربما في مباريات كبيرة كالكلاسيكو الذي يجمع بين برشلونة و ريال مدريد مرتين في الموسم على الأقل، يلاحظ الكثيرون توثر الأعصاب و انسياق اللاعبين وراء أمور "غير رياضية" و هذا ما حدث في مباراة أمس حيث شاهد الجميع كيف قام الدولي البرتغالي كليبر بيبي باستفزاز جماهير برشلونة بحركات يديه التي تحط بشكل كبير من قيمته كلاعب محترف.
بيبي نجح كثيراً في الحد من خطورة برشلونة و استطاع إلى حد كبير إيقاف ليونيل ميسي و كسب بذلك احترام مشجعي ريال مدريد، لكنه حطم ما بناه بفعلته فأصبح مسؤولاً عن إثارة غضب الكتلان و المشجعين الذين جاؤوا إلى الملعب للاستمتاع بكرة القدم و تشجيع فريقهم بطرق حضارية.
ما فعله بيبي -كما يتضح في مقطع الفيديو-، جاء نتيجة "فرحته المبالغ فيها" و انسياقه وراء الإحتفال بشكل جنوني ما جعله عرضةً للانتقاد حيث منح الفرصة للجميع بما في ذلك الصحافة الكتلونية لمهاجمته و معها كل الحق في ذلك.
و لا غريب في أن يقوم الاتحاد الإسباني لكرة القدم بخطوة عملاقة في الأيام القليلة المقبلة و التشاور حول إمكانية إيقاف البرتغالي مجدداً بسبب تصرفاته "المشينة"، فبيبي يستحق ما سيحدث له و تكرار العقوبة التي تعرض لها لاعب برشلونة الأسبق جيوفاني سيلفا منذ (14) عاماً تقريباً.
هذا الأخير، قام بفعل مماثل لما قام به كليبر بيبي في مباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد على استاد سانتياجو بيرنابيو في مرحلة الذهاب من الليجا الإسبانية موسم (97/98) و قد تمت معاقبته آنذاك بالإيقاف لمبارتين متتاليتين.
لكن بيبي ليس الوحيد الذي يثير "إنزعاج الكثيرين" من بين لاعبي ريال مدريد و برشلونة، بل "صديق شاكيرا" جيرارد بيكيه له أيضاً نصيب كبير في افتعال المشاكل و استفزاز الآخرين كما فعل في البيرنابيو حيث صاح "بشتائم قاسية" في حق الإسبان عند ولوجه النفق المؤدي إلى غرف خلع الملابس و هو الشيء الذي أكده قائد ريال مدريد إيكر كاسياس في تصريحاته يوم أمس لإذاعة بونتو راديو الإسبانية.
كاسياس تحاشى الرد على سؤال الصحفيين و خجل من اتهام جيرارد بيكيه لكن مع إصرار "رجال السلطة الرابعة" أجاب قائلاً "نعم صحيح. بيكيه قال بعض الأشياء عن الإسبان" ... و الجميع يعلم العداوة و الكراهية الأزلية بين إقليم كتلونيا و أبناء العاصمة الإسبانية مدريد بل مع الدولة بأسرها إذ مايزال الكتلان يحلمون بالاستقلال عن بلاد الفلامنجو لكن مع الاستمرار باللعب في الليجا.
و إذا كان بيبي يستحق عقوبة الإيقاف لمبارتين في الليجا على التوالي، فإن جيرارد بيكيه يستحق أكثر من ذلك بإيقافه عن اللعب لمنتخب إسبانيا لكرة القدم الذي منحه الفرصة للظهور أمام أنظار العالم بمشاركته في مونديال جنوب أفريقيا في العام الماضي حيث كانت تلك المناسبة التي تعرف فيها على صديقته المغنية الكولومبية "شاكيرا" صاحبة الأغنية الشهيرة "واكا واكا".
و من بين الأشياء التي تزيد من اندثار سمعة بيكيه في الأواسط الكروية الإسبانية هذه الأيام ما دار بينه و بين سيرخيو راموس من مشادة كلامية في مباراة أمس خلال أولى الالتحامات البدنية بين لاعبي برشلونة و ريال مدريد.
و حسب ما أكدته بعض الإذاعات الإسبانية، فإن بيكيه وصف زميله في المنتخب سيرخيو راموس بـ"القصير" و استمر في التأكيد على كلامه أثناء حديثه إلى اللاعب الذي حاول تحاشيه قبل أن يرد عليه قائلاً "أنت شخص مريض"...
و لم يتوقف المدافع الكتلوني عند هذا الحد بل حاول استفزاز لاعب آخر من صفوف ريال مدريد و الحديث هنا عن زميله أيضاً في منتخب لا روخا لاعب الوسط تشابي ألونسو، لكن هذه المرة اصطدم بقوة شخصية النجم الباسكي الذي طلب منه السكوت و الاستمرار في اللعب و ذلك ما عبّرت عنه أيضاً الصور التلفزيونية أثناء المشادة الكلامية بين اللاعبين.
خلاصة القول، أن من الطبيعي أن نشاهد الأعصاب تنفلت في مباريات كبيرة كالكلاسيكيات التاريخية التي تجمع بين ريال مدريد و برشلونة لكن ليس من المعقول أن يتمادى اللاعبون "المحترفون" في استفزاز الجماهير أو التعبير عن أفكارهم بتصرفات أو تصريحات تسيء إلى الآخرين و تمس بكرامتهم فهذا الشيء غير مقبول في رياضة كرة القدم و نحن مع إيقاف هؤلاء اللاعبين لجعلهم عبرةً للآخرين.
fdfd , fd;di ,[ihk gulgm ,hp]m