|[ آعلآنآت المنتدىآ ]|

:: تغـطية خـاَصـة |تويتر × تويتر |

كن مميزاً في شبكة تشيلسي للأبد

شرح استخدام المنتدى

تحميل شبكة تشيلسي للأبد


العودة   منتديات تشلسي للأبد chelsea4ever.net > الــمــنتــد يــات الــــعــــامــــه > المنتدى الأسـلامـــي
 

 

المنتدى الأسـلامـــي :: كل ما يخص القضايا الإسلامية :: مذهب أهل السنة والجماعه

 

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-2011, 06:04 PM   #1
Mr.Jad
تشيلساوي مميز


الصورة الرمزية Mr.Jad
Mr.Jad غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24073
 تاريخ التسجيل :  May 2011
 أخر زيارة : 06-11-2011 (07:03 PM)
 المشاركات : 385 [ + ]
 التقييم :  638
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الخلق والأجل والرزق



الخلق والأجل والرزق( الحديث الـرابع: الخلق والأجل والرزق

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعـود - رضي الله تعالى عنه - قال : حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم – وهو الصادق المصدوق - :(
إن أحـدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك،
ثم يكون مـضغـة مثل ذلك، ثم يرسل إليه المَلَك، فينفخ فيه الروح، ويـؤمر
بأربع كلمات : بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد. فوالله الـذي لا
إلــه غـيره إن أحــدكم ليعـمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها
ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعـمل بعـمل أهــل النار فـيـدخـلها. وإن أحدكم
ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع، فــيسـبـق عليه
الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها
) [رواه البخاري ومسلم].
)

بسم
الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على
نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، نسأل الله - عزّ وجلّ – أن يرزقنا
العلم النافع والعمل الصالح، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا،
وأن يزيدنا علماًَ، إنه سميع قريب مجيب .

ذكر
المؤلف هذا الحديث وهو الحديث الرابع بالنسبة للأربعين النووية، وكما
تعودنا نبدأ بتخريج الحديث وقد كنا عرفنا أن جميع الأحاديث صحيحة، وقد يكون
حديث أو حديثين, أقل من الصحيح بدرجة وهو حسن، لكن هذا الحديث رواه
البخاري ومسلم، من طريق هذا الصحابي الجليل ابن مسعود - رضي الله عنه – .

قال
: حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم – وهو الصادق المصدوق – هذا قوله
وهو الصادق المصدوق، وصف للنبي - صلى الله عليه وسلم – يعني الصادق في
قوله، والمصدوق يعني المصدق فيما جاء به من الوحي عن الله - سبحانه وتعالى –
.

ولما
ذكر ذلك ابن مسعود - رضي الله عنه - ؟ لماذا ذكر وهو الصادق المصدوق، لأنه
نبي الله عليه الصلاة والسلام، وتأكيد احترام مصداقية النبي – صلى الله
عليه وسلم – لأن الكلام الآتي، هو في أمر غيبي، فكما نصدق أن النبي – صلى
الله عليه وسلم – قال في الأشياء الحاضرة والأعمال البينة الواضحة فكذلك
يجب أن نصدقه في إيش ؟ في الأعمال الغيبية أو في الأمور الغيبية، وهذا
الحديث كله في أمر غيبي كما سيأتي، فلذلك نصدقه عليه الصلاة والسلام فهو
الصادق في قوله والمصدوق، يعني المصدَّق فيما جاء به عن الله - عزّ وجلّ – .

قال ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه ) يعني عند التقاء ماء الرجل بماء المرأة فيجتمع هذان الماءان ويكونان هذا التكوين الخلقي .

( يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ) النطفة هي الماء ليبقى الحمل في الشهر الأول والعشرة الأيام من الشهر الثاني ماء .

فالماء في الأيام الأولى يبقى ماء أو في الشهر الأول والعشرة الأيام يبقى الجنين عبارة عن ماء .

ثم قال ( ثم يكون علقة مثل ذلك ) مثل ذلك يعني في المدة، والعلقة هي القطعة من الدم انتقل هذا الجنين من ماء إلى دم .

قال ( ثم يكون مضغة مثل ذلك )
والمضغة هي قطعة اللحم، يعني انتقلت أن تكون من ماء ثم دم إلى أن يكون
مجرد قطعة من اللحم، ثم يبدأ التكوين، يعني مثل ذلك أيضاً، يعني أربعين
يوم، وأربعين يوم، وأربعين كم يصير ؟ مائة وعشرين يوم، بعد مائة وعشرين
يكون هذا الجنين قطعة وتبدأ بإذن الله - عزّ وجلّ – في التكوين الخلقي
للإنسان شيئاً فشيئاً فيرسل الله - سبحانه وتعالى – إليه الملك الموكل بهذا
الأمر، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات، يعني أربعة أشياء، وليس كلمة
يقول كذا كلمة، إنما يؤمر بكتابة أربعة أشياء، بكتب رزقه، رزق هذا الجنين،
إلى أن يموت، وبكتب أجله يعني عمره، يكتب عمره، وبكتب عمله في هذه الدنيا،
ماذا سيعمل، وشقي أو سعيد، في هذه الحياة وما بعدها في الدار الآخرة .

( فوالله الذي لا إله إلا هو ) هذا قسم ( إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع ) يعني مدة يسيرة، ( فيسبق عليه الكتاب ) يعني الذي سبقت في علم الله - سبحانه وتعالى – أو في اللوح المحفوظ، كما سيأتينا في مسألة القدر (
فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل
أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل
الجنة فيدخلها
) .

وردت عبارة عن الاهتمام بأمر -كما سيأتي- حسن الخاتمة .

هذا الحديث فيه جملة قضايا مهمة ونتيجة لطولها نجعله مثل حديث جبريل، نقسمه إلى وحدات.

الوحدة
الأولى فيما يتعلق في خلق الإنسان، إذاً الحديث في قضايا كبيرة ومسائل
مهمة نحاول إيجادها مع التفصيل لما يحتاج إلى تفصيل بإذن الله، هذه القضايا
نجعلها في وحدات كبيرة، هذه الوحدات نبدأها:

بالوحدة الأولى: وهي أطوار خلق الإنسان

إذاً
هذا الحديث دل على أن الجنين يمر بأطوار، الطور الأول وهو طور النطفة
والماء، عندما يلتقي ماء الرجل بماء المرأة، ويأذن الله - سبحانه وتعالى –
بأن يتكون جنين من التقاء الماءين حينئذ تبدأ الأربعون يوم الأولى هي عبارة
عن ماء، ثم هذا الماء يتحول إلى دم لمدة أربعين يوماً، ويتحول الدم أيضاً
للطور الثالث وهو العلقة قطعة اللحم بعد العلقة بعد المضغة، قطعة لحم بعد
ذلك يبدأ خلق الإنسان تتفتح عيناه وأذناه ويتبين فيه خلق الإنسان .

بعد
المائة والعشرين يوم بإذن الله - عزّ وجلّ – ينفخ فيه الروح، وهذه الأطوار
ذكرها أيضاً ربنا – جلّ وعلا – في آيات كثيرة، قوله – جلّ وعلا - ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ﴾ [المؤمنون:12] هذا أصل التكوين، عندما خلق آدم ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ﴾[المؤمنون:13] القرار المكين ما هو ؟ الرحم ﴿
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً
فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ
أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ
﴾[المؤمنون:14] - جلّ وعلا - .

إذاً
خلق الإنسان ليس هو دفعة واحدة، إنما يمر بهذا الرحم بتكوين عجيب من الله -
سبحانه وتعالى – ولا شك أن هذا التكوين لحكمة أرادها الله – جلّ وعلا –
ظهر لنا بعض هذه الحكم، ولا زال خافياً شيء من الحكم .

المسألة
الثانية: في أطوار خلق الإنسان، نفخ الروح، متى يكون حياً ؟ قال في نص
الحديث بعد مائة وعشرين يوم، يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، وبناء على
نفخ الروح هذا هو الحد الفاصل بين ما يجوز فيه إسقاط الجنين وما لا يجوز
فيه إسقاط الجنين، بعد مائة وعشرين يوم لا يجوز بأي حال من الأحوال كما ذكر
أهل العلم، أن يسقط الجنين لماذا ؟ لأنه أصبح حياً، فلا يجوز إزهاق هذه
الروح، وإسقاط الجنين بعد مائة وعشرين هو إزهاق لنفس معصومة عصمها الله -
تبارك وتعالى – وهي نفس حية فلا يجوز إسقاطها بأي حال من الأحوال .

مما
ينبني على ذلك أمر يتردد عند كثير من الناس، الله - سبحانه وتعالى – ذكر
في آية أخرى، أنه استأثر بعلم مجموعة أشياء منها علم ما في الأرحام .

الطب
الحديث صار بعد فترة من الحمل يكتشف هل الموجود في رحم هذه المرأة ذكر أو
أنثى، هل هذا ينافي هذا، بعد نفخ الروح، ذكر أهل العلم أنه لا ينافي، أما
قبل نفخ الروح فلم يتبين.

إذاً
الأقرب والله أعلم أنه قبل نفخ الروح، هذا لا يمكن علمه، يعني قبل مائة
وعشرين لا يمكن علمه يعني علم هل هو ذكر أم أنثى، لكن بعد مائة وعشرين يوم
بناء على ما أوجد الله - سبحانه وتعالى – وما أقدر الإنسان عليه من كشف ما
في هذا الجنين، حينئذ يعرف، هل هو ذكر أو أنثى، وتعرف بعض خصاله التكوينية
وهل هو مشوه غير مشوه؟ هل هو عنده نقص في جانب معين ليس عنده نقص ؟ في جانب
الحمل سوي أو غير سوي ؟ وهذا من فضل الله - سبحانه وتعالى – على أن أقدر
الإنسان على هذا الأمر .

هذا
ما يتعلق بالوحدة الأولى، وهي أطوار خلق الإنسان، وبلا شك أنها تدل على
عظمة الله - سبحانه وتعالى – في خلق الإنسان بأن أوجده شيئاً إلى أن يكون
شيئاً، وهذه إشارة أيضاً إلى أن الإنسان بعد خروجه إلى هذه الدنيا يمكن أن
يتطور هو بذاته، يعني كل فرد بذاته، يمكن أن يتطور في قدراته في مواهبه،
فيما أعطاه الله - سبحانه وتعالى – وإشارة إلى أن الإنسان جنس الإنسان يمكن
أن يتطور أيضاً في قدراته وفيما أعطاه الله - سبحانه وتعالى – والواقع
يشهد على هذا، والبشرية تقدمت في بعض القضايا ولا زالت تتقدم وتتبارى في
هذه الأمور، والفرد أيضاً كذلك .

ومما
يشار إليه هنا من باب الاستطراد أن الله - سبحانه وتعالى – أعطى كل إنسان
مقدرة معينة، أعطى كل إنسان في هذا الوجود مقدرة معينة، وحتى لو كان في
ظاهر هذا الإنسان أنه لا يستطيع أنه يعمل شيء .

وأذكر
قصة وإنما نذكرها للعبرة ونذكرها أيضاً ليدعى له بما عمل، وهو أن إنساناً
من الناس أصيب بحادث بشلل رباعي فليس له حياة فغالب جسمه معطل، تماماً فبعد
هذا الحادث يعني خُدم في كرسي متحرك، المهم دخل الكلية وتعلم في الكلية
ويحرك الكرسي بفمه، ويحرك صفحات الكتاب بفمه بعود، حتى تخرج من الكلية بهذه
القدرة .

إذاً
الله - سبحانه وتعالى – أعطاه قدرة، الآن الرجل -ما شاء الله - تبارك
وتعالى – وليزيده من العلم والنفع- داعية في إحدى الدور الاجتماعية وهذا
دليل على أن الله - سبحانه وتعالى – يعطي كل إنسان قدرة من القدرات المهم
أن الإنسان ذاته هو الذي يفعل هذه القدرة، هو الذي ينميها، هو الذي يطهرها،
هو الذي يستعد، فالله - سبحانه وتعالى – بعد أن كنت ماءً ثم دماً، ثم
لحماً ثم ثم، إلى أن أصبحت رجلاً أو امرأة بهذا القدر، لديك قدرة من
القدرات فلذلك أنت مطالب بتفعيل هذه القدرة لأن تنتج في حياتك بما أعطاك
الله - تبارك وتعالى – لا تقول إذاًَ أُعطي فلان وأنا لم أعطَ، فلان عنده
من القدرات، ما لا عندي، فلان يحفظ أنت تفهم، فلان يعني يترجى للتخصص
الفلاني أنت مترجي للتخصص الآخر، وهكذا .

ولذلك قد يكون قدراتك عملية، قد يكون في جانب معين من جوانب الحياة وهكذا.

الوحدة الثانية: وهي وحدة القدر

بيّن
الرسول – صلى الله عليه وسلم – في هذا الحديث أنه عند نفخ الروح يؤمر
الملَك، بكتابة أربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد .

هذا
التقدير لكل إنسان، وهذا من التقدير الخاص، وهناك تقديرات أخرى وهو
التقدير العام أن الله - سبحانه وتعالى – قدر الأشياء قبل وقوعها، وكتبها
في اللوح المحفوظ قبل خلق الناس، كما جاء في الحديث الصحيح ( إن أول ما خلق الله ) إيش؟ ( القلم، فقال له اكتب، قال: ما أكتب ؟ قال اكتب ما هو كان وما يكون إلى يوم القيامة ) فكل شيء في هذه الدنيا مقدر قد علمه الله - سبحانه وتعالى – ثم كتبه ثم شاءه ثم أوجده .

أربع
مراتب، علم الله الأشياء قبل وجودها، ثم شاءها، ثم كتبها في اللوح
المحفوظ، ثم شاءها، ثم خلقها، وأوجدها، هذا التقدير العام، وهناك تقديرات
خاصة، من التقديرات الخاصة لكل إنسان هو ما ذكر في هذا الحديث، تقدير خاص
لكل إنسان أثناء نفخ الروح فيه، وهناك تقدير للسنة، وهذا التقدير الذي
للسنة متى سيكون ؟ ليلة القدر، يكون ليلة القدر، وكما قال الله - سبحانه
وتعالى – ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾[الدخان:4] .

وهناك تقدير يومي في كل يوم كما قال الله - سبحانه وتعالى – إيش ؟ ﴿ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾[الرحمن: 29] .

إذاًَ هذه التقديرات التي يقدرها الله - سبحانه وتعالى – على هذا الإنسان وعلى عموم الناس.

نخلص
من هذا أن ما يعمله الإنسان وأن رزقه وأن عمره وأجله وإن شقاوته أو سعادته
في الدنيا وفى الآخرة مكتوبة عند الله - سبحانه وتعالى – هذه حقيقة يجب أن
تستقر في ذهن الإنسان تصديقاً لما جاء عن الله - جلّ وعلا – وما جاء عن
رسوله - صلى الله عليه وسلم –

إذا
كان الأمر كذلك يرد السؤال المعتاد الذي يسأله كثير من الناس وهو لمَ
العمل ؟ إذا كانت الأمور مكتوبة ومقدرة عند الله - سبحانه وتعالى – لمَ
العمل؟ لماذا نعمل؟ أنا أكون في الجنة أو في النار لماذا أعمل ؟ قد كتب
الله ذلك .

النبي
– صلى الله عليه وسلم – سئل هذا السؤال، فيما رواه الإمام علي بن أبي طالب
- رضي الله عنه – فيما أخرجه البخاري وغيره، قال النبي – صلى الله عليه
وسلم – مرة من المرات ( ما من نفس منفوسة إلا وقد
كتب الله مكانها من الجنة أو النار وإلا قد كتب شقياً أو سعيداً، فقال رجل
يا رسول الله: أفلا نمكث على كتابنا
) يعني نتكل على كتابنا ( وندع العمل؟ قال: لا، اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) نلاحظ كلمة اعملوا .

فأهل السعادة ميسرون لعمل أهل السعادة وأهل الشقاوة ميسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ - صلى الله عليه وسلم – ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ﴿5﴾ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴿6﴾ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴿7﴾ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ﴿8﴾ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ﴿9﴾ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴿10﴾ [ الليل:5-10]

إذاً هذه الحقيقة الثانية، وهي إجابة على سؤال يرد في ذهن أي إنسان يسمع مثل حديثنا.

لمَ العمل ؟ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) .

نستنبط
من الحقيقة الثانية هذه الحقيقة الثالثة وهي أن الله - سبحانه وتعالى –
أعطى العبد اختياراً، وقد يقول قائل كيف أعطى العبد اختياراً والأشياء
مكتوبة؟ هذه حكمة الله أعطاه اختيارًا، نحن ندلل لك أن الله أعطاك اختيار،
الآن أنت إذا خرجت من بيتك، نقول أين تذهب؟ تقول أذهب إلى عملي، أذهب إلى
المستشفى، أذهب إلى السوق .

هذا اختيار أو ليس اختيار ؟ اختيار .

أنت
الآن مثلاً لو خيرت بين نار محرقة الآن تسقط فيها أو بين حديقة غناء تأكل
فيها مما لذَّ وطاب لم يخير عاقل نفسه، نخير طفلاً يختار ماذا؟

الطفل
ليس رجلاً، أو امرأة كبيرة، إنما طفل ماذا يختار ؟ لا شك أنه يختار
الحديقة فأنت إذاً أعطاك ربك اختيار أو لا ؟ إذاً لك اختيار فلما توقع
الاختيار في أمور الدنيا وتقر به، ولا توقعه فيما طلب الله منك لعمل
الصالحات وعمل الآخرة، هذا جانب .

الجانب
الثاني أو المثال الثاني: لو جاء إنسان وضربك على وجهك ثم تقول لماذا ؟
قال هذا مقدر، ألست أنت تقابله وتضربه وتقول أيضاً هذا مقدر ؟

إذاً
عندك اختيار أن ترد الشيء بمثله فلمَ لا تسكت وتقول ما دام مقدر انتهى
الأمر؟ فلمَ في الأمور المحسوسة إذاً نقول إن هذه الأمور كتبت علينا وانتهى
وهذا مذهب معمل الشهوات، ونقع في المحرمات وحينئذ نقول إن الأمور مكتوبة
علينا .

هذه
أمثلة لعلها تكون كافية لبيان أن للإنسان اختياراً فيما يعمل في هذه
الحياة هذا الاختيار لكل إنسان هو لا شك مندرج تحت اختيار أو تحت تقدير
الله - سبحانه وتعالى – .

ينبني
على هذه الحقيقة الثالثة الحقيقة الرابعة: ألا نجعل القدر حجة على
أعمالنا، فلا نقول: هذا أمر مكتوب أمر غير مكتوب أنت محاسب ومجازى على
عملك، كما تجازى على أعمالك الدنيوية الآن مثل المثال الأخير الذي مثلنا
فيه، إنسان اعتدى على آخر يذهب إلى الشرطة إلى الجهة المسئولة ويقول اعتدى
عليّ .

إذاً
أنت لم تجعل هذا القدر حجة وتسكت، فإذاً لا نجعل القدر حجة على أعمالنا،
وإنما علينا العمل وعلينا بذل الأسباب، ومن هنا ننتقل إلى الحقيقة الأخيرة
وهي أننا في هذه الحياة في التعامل مع أقدار الله، ومع الأعمال نتعامل من
جانبين:

الجانب
الأول: أننا نعتمد على الله - سبحانه وتعالى – بمعنى أن نتوكل على الله في
جميع أمورنا، فالله - سبحانه وتعالى – خلق هذا الكون وجعله متناسق مع حركة
الإنسان، ولذلك الطير كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – ( تغدو خماص) يعني جياع ( وتروح بطاناً ) فبذلت السبب، الطير بذلت السبب وهي تمشي بخلق الله لها بفطرة الله - سبحانه وتعالى – لها.

إذاً الأمر الأول الجانب الأول: قوة الاعتماد على الله - سبحانه وتعالى – .

الجانب
الآخر: بذل السبب، الطالب لا ينجح إلا بالمذاكرة، المريض يشفى بعد بذل
السبب في الذهاب وطلب التداوي، المسافر لا يصل إلى مكانه إلا لما يركب
وسيلة السفر، وهكذا، فإذاً لابد من بذل السبب ويمشى الأمران جنبا إلى جنب
كجناح طائر .

فلا
نقول نحن متوكلون وننام في بيوتنا ونريد الرزق يأتينا ونريد الشفاء يأتينا
ونريد السعادة تأتينا، ولا نريد أي منغص من منغصات الحياة، أو نعتمد على
السبب كله كما هو في حال كثير من الناس ضعاف الإيمان أو بعض الجهال، فمثلاً
يأتي للطبيب ويقول: والله احرص يا دكتور، كأن الدكتور لا يحرص إلا لازم
توصيه، الدكتور هذه مهنته، هذا عمله، فيقول لا تكشف يا دكتور ويذهب ليأتي
بواسطة وشفاعة من أجل أن يحرص الدكتور ويزيد كأنه إذا زاد نوع من العلاج،
يعني هذا ساعد في الشفاء .

لنبذل السبب في معقول مع قوة الاعتماد على الله - سبحانه وتعالى – هكذا نتعامل مع القدر.

hgogr ,hgH[g ,hgv.r



 

رد مع اقتباس
 

 
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
҉ ₪ █ إلا رسول الله & فداك أرواحنا ياسيد الخلق █ ₪ ҉ oussama.chelsea المنتدى الأسـلامـــي 7 10-10-2012 10:36 AM
أخلاقنا فقدت .... فهلموا نحييها.... الخلق الرابع ( الصدق ) ẪβĐẼЙǾỮŘ المنتدى الأسـلامـــي 3 10-14-2011 04:23 PM
أسباب اكتساب حسن الخلق عاشق الديوك المنتدى الأسـلامـــي 4 12-04-2010 07:53 PM

ad_location[ad_footer_start]
الساعة الآن 12:48 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010