اخترت لكم هذا الموضوع لأنه لُوحٍظ في الآونة الاخيرة اختفاء ذكر المسيح الدجال من على المنابر
فأردت تذكيركم ،لأن الذكرى تنفع المؤمنين
وإليكم صفاته:
هو رجل شاب جسيم هجان أحمر البشرة ، قطط أي شديد جعودة شعر الرأس كأن رأسه وشعره غصن
شجرة ، كأن رأسه أصلة أي تشبه رأس أفعى الأصلة ، أجلى الجبهة عريض النحر ، في رواية أنه قصير وأفحج أي
متباعد ما بين الفخذين وفيه انحناء في ظهره ، أعور العين اليمنى كأنها نخامة على حائط مجصص وكأنها عنبة طافية
وفي روايات أن إحدى عينيه كأنها كوكب دري وأنه ممسوح العين اليسرى وعليها ظفرة غليظة ومكتوب على جيهته كفر
أو كافر يقرؤها كل مؤمن قارئ أو غير قارئ ، كما يروي في الآثار أنه عقيم لا يولد له ، وهو أشبه الناس برجل يدعى
عبد العزى بن قطن كما جاء في الأحاديث .
وتروي بعض الآثار الإسلامية التي ذكرها ابن كثير في البداية والنهاية أنه يظهر مدعيا الصلاح والتقوى ثم عندما يشتد أمره يعلن نبوته ثم ألوهيته فتخسف عينه عندها وتقطع أذنه ويكتب على جبهته كفر
شك الصحابة في أن الدجال هو ابن صياد ولم يكن هو :
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يمكث أبوا الدجال ثلاثين عاما لا
يولد لهما ثم يولد لهما غلام أعور أضر شيء وأقله نفعا تنام عيناه ولا ينام قلبه ثم نعت أبويه فقال أبوه رجل طوال
مضطرب اللحم طويل الأنف كأن أنفه منقار وأمه امرأة فرضاخية عظيمة الثديين قال فبلغنا أن مولودا من اليهود ولد
بالمدينة قال فانطلقت أنا والزبير بن العوام حتى دخلنا على أبويه فرأينا فيهما نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإذا هو منجدل في الشمس في قطيفة له همهمة فسألنا أبويه فقالا مكثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا ثم ولد لنا غلام
أعور أضر شيء وأقله نفعا فلما خرجنا مررنا به فقال ما كنتما فيه قلنا وسمعت قال نعم إنه تنام عيناي ولا ينام قلبي
فإذا هو ابن صياد ) ، رواه أحمد .
ومن صحيح مسلم : أن عبد الله بن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد
حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم فلم يشعر حتى ضرب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد: أتشهد أني رسول الله ؟ فنظر ابن
صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين ، وقال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم: آمنت بالله ورسله؟ ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا ترى؟ قال ابن
صياد: يأتيني صادق وكاذب؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلط عليك الأمر؟ ثم قال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "إني قد خبأت إليك خبأ، فقال ابن صياد: هو الدخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اخْسَأ فَلَنْ تَعْدوَ
وقَدَرك". وقال عمر بن الخطاب : مرني يا رسول الله أضرب عنقه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن يكنه
فلن تُسلَّطَ وإن لا يَكُنْه فلا خَيْرَ لك في قَتْلِهِ". وقال سالم بن عبد الله: سمعت عبد الله بن عمر يقول: انطلق بعد ذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيّ بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صياد، حتى إذا دخل رسول الله صلى الله عليه
وسلم النخل طفق يتقي بجذع النخل وهو يختل أنه يسمع من ابن صياد شيئاً قبل أن يراه ابن صياد، فرآه رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها زمزمة فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد: يا صاف (وهو اسم ابن صياد) هذا محمد . فثار ابن صياد . فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "لو تركته بين" قال سالم، قال عبد الله بن عمر: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في
الناس فأثنى على الله بما هو له أهل ثم ذكر الدجال فقال: "إني لأنْذِركُمُوهُ ما من نَبِي إلاّ وقد أنْذَرْ قَوْمَهُ لقد أنذره نوحٌ
قومِه ولكِنْ أقول لكم فيه قولاً لم يَقُلْه نبي لقومه تعلَمُوا أنه أعورُ وإنَّ الله ليس بأعْور".